DOCTYPE html PUBLIC "-//W3C//DTD XHTML 1.0 Strict//EN" "http://www.w3.org/TR/xhtml1/DTD/xhtml1-strict.dtd"> Indépendance et Paix pour Le peuple Sahraoui: عندما سيصبح المغرب اسلاميا

Indépendance et Paix pour Le peuple Sahraoui

vendredi, janvier 12, 2007

عندما سيصبح المغرب اسلاميا



13/01/2007
مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي:عندما سيصبح المغرب اسلاميا هو عنوان الكتاب الجديد الصادر في فرنسا خلال الأسبوع الجاري لمؤلفيه نيكولاس بو وكاترين غراسيي. والعنوان يحيل مباشرة الي نتيجة تبدو حتمية هي سقوط البلد في أيدي الاسلاميين، ويطرح مجموعة من السيناريوهات المحتملة مستقبلا بين العدل والاحسان والعدالة والتنمية والانتفاضات الشعبية أو سيناريو قائم علي تحالف بين التكنوقراط والجيش.الكتاب يبدأ بفصل اسمه رسالة بالدم التي يطرح فيه المؤلفان أن المغرب لم يعد ذلك الجدار في وجه الاسلاميين كما كان في عهد الحسن الثاني، ويستشهدان باعتداءين، ويقول حرفيا مع الأسف، المغرب الجديد لن يشبه ذلك البلد المثالي الذي تم وصفه لنا. يوم 16 ايار/مايو 2003، استهدفت عملية إرهابية كبيرة الدار البيضاء، وكانت النتيجة 45 قتيلا ومئات الجرحي. المغرب لم يعد يشكل الاستثناء في العالم العربي، فالمملكة أصبحت من تلك الدول التي تعد رهينة الارهاب وتحتل الصدارة. وبعد أقل من سنة من اعتداءات الدار البيضاء، وقعت مجزرة أخري، 11 اذار/مارس 2004 في مدريد، وكانت الحصيلة أكبر 191 قتيلا وآلاف الجرحي. ومجددا، أغلبية المتورطين يحملون الجنسية المغربية . وفي الفصل نفسه، يقدم الكتاب صورة سوداوية للواقع المغربي، يعتمد علي تقارير الخبراء ليقول في الوقت الراهن، عدد من الخبراء الذين استشرناهم في ضفتي البحر الأبيض المتوسط أعادوا تقييم مواقفهم بشأن القدرات الدفاعية للمملكة، فقد تحول المغرب الي أول منتج للحشيش في العالم. وتحولت المملكة الي المعبر الرئيسي للهجرة السرية نحو الشواطئ الاسبانية. ولكن، أغلب قادة الغرب بمن فيهم الذين لا يرغبون في الاعلان عن ذلك علانية، يقرون بأن المشهد الاجتماعي والسياسي للبلاد في عهد محمد السادس شهد منذ التسعينات تغييرا عميقا...المغرب يوجد في وضع شبيه لما كانت عليه الجزائر سنة 1991 عندما كانت جبهة الإنقاذ تمثل أغلبية الشعب الجزائري .ويضيف الكتاب إذا كان الوضع العام أكثر تعقيدا، فالذي لا يمكن نقاشه هو أن موجة من المد الديني ينتشر في المغرب وتحت ثلاثة أشكال مختلفة. الأول، حزب العدالة والتنمية الذي يتسامح معه النظام بل يوظفه، الثاني تنظيم العدل والاحسان بعشرات الآلاف من أعضائه النشطاء والمقتنعين، والذين تغلغلوا في النسيج الاجتماعي والجمعوي الذي هجرته الدولة. والمكون الثالث محدود جدا ولكنه خطير ويتعلق الأمر بالتيار الراديكالي الذي بدأ يتسرب الي المجتمع حتي بدا أن المغرب تحول الي المصدر الأول للإرهابيين نحو أوروبا ودول الساحل .الكتاب، يستشهد بتصريح لأحد مسؤولي مكافحة الارهاب في فرنسا الذي يقول في أكتوبر الماضي علاقة بموضوع الارهاب، تونس استطاعت القضاء علي الظاهرة ولا نخشي أي شيء، الجزائر نجحت في تجاوز المعضلة بتضحيات كبيرة فاقت 150 ألف قتيل، وأصبح المشكل من مخلفات الماضي. ويبقي المغرب المنطقة التي تثير القلق .الكتاب يقوم عبر فصول متعددة برسم صورة سوداوية للمغرب علي الصعيد الداخلي من هيمنة الفساد وارتفاع تجارة المخدرات وتراجع اقتصادي وارتفاع قوة الاسلاميين علاوة علي الصعيد الخارجي بين تبني سياسة غير قارة بين الدول الثلاث التي تجمعها بالرباط علاقات استراتيجية وهي فرنسا واسبانيا والولايات المتحدة ليمهد للفصل الرئيسي المعنون بـ أي مستقبل للمغرب؟ يعترف الكتاب بأن القوي السياسية الوحيدة القادرة علي مواجهة النظام هي القوي الاسلامية، حزب العدالة والتنمية ولاسيما حركة العدل والاحسان. هدفهما الرئيسي هو إقامة دولة إسلامية في المغرب أو علي الأقل أسلمة المجتمع. وعلي المدي القصير، ما ينشداه هو إجبار الملكية علي فتح باب الاصلاح . ويستخلص أن العدل والاحسان هو التنظيم المؤهل للعب دور ضاغط علي الملكية. ويسرد مجموعة من المعطيات لتعزيز هذه الأطروحة أهمها عدم مشاركة أتباع الشيخ ياسين في أي انتخابات، الأمر الذي يمنحهم مصداقية لدي الرأي العام الذي يشكك في نزاهة هذه الانتخابات.ويتقل الكتاب الي استعراض المراحل التي سيقطعها تنظيم العدل والاحسان لتحقيق الدولة الاسلامية أو الخلافة الاسلامية ، وتتضمن أربع مراحل، المرحلة الأولي تحققت عبر تأسيس العدل والاحسان ، والمرحلة الثانية تتجلي في مناظرة وطنية تكون بمثابة مجلس للشوري ، والمرحلة الثالثة تتمثل في إصدار دستوري يفتح الباب أمام ديمقراطية حقيقية ونهوض اقتصادي يستفيد منه الشعب، ليكون التتويج بالقومة (مصطلح انتفاضة بالمفهوم الديني لدي العدل والاحسان) التي ستلبي نداء الله من خلال نزول الشعب الي الشارع للمطالبة برحيل النظام الملكي.الكتاب لا يضع جدولا زمنيا لتطبيق هذه الأهداف ولكنه يتساءل ويجد جوابا نسبيا، وما تضمنه الكتاب حرفيا حول هذه النقطة في مغرب محمد السادس، ما هي حظوظ العدل والاحسان لتحقيق نظرياتها؟ وفق الطريقة التي تتشبث الملكية بها بامتيازاتها، فمن المحتمل جدا استمرار التنظيم في استغلال أخطاء القصر ولمدة طويلة، وبدون الحديث عن قصر نظر الأحزاب السياسية التقليدية التي تدور في فلكه . ويستبعد الكتاب دخول التنظيم في المعترك السياسي علي شاكلة العدالة والتنمية، ويؤكد سيبقي التنظيم رابحا باستمراره في المشاركة غير المباشرة في الحياة السياسية ، ويستحضر عاملا أساسيا قد يقلب الأوضاع والمتمثل في رحيل الشيخ ياسين والتساؤل بشأن كيفية تعاطي تيارات التنظيم مع التطورات بعده. في وصفهما للاحتجاجات الشعبية في المغرب، يلجأ مؤلفا الكتاب الي استعمال مصطلح jacqueries بالفرنسية، أي الانتفاضات الشعبية التي شهدتها فرنسا ابتداء من سنة 1358 نتيجة أزمة سياسية واقتصادية خانقة في البلاد. والمصطلح يستعمل عادة في وصف الثورات التي تنتهي بتغييرات جذرية في رسالة واضحة الي أن الأوضاع في المغرب مقبلة علي توتر اجتماعي، وإن كان الكتاب يعتقد أن نهاية 2006 تسجل توترات اجتماعية مستشهدا بتقرير أمريكي صادر في تموز/يوليو 2005 عن مؤسسة Atlantic Intelligence الذي يعالج الاحتجاجات المنتشرة علي طول الخريطة المغربية. ويقتطف مقاطع من التقرير الأمريكي الذي من ضمن ما جاء فيه من الشمال الي الجنوب، البلاد تعيش موجة من الاحتجاجات، لماذا يقوم مواطنون من ميدلت وفاس والحسيمة علاوة علي الصحراء بتجاوز الخوف من قمع البوليس والسلطات عموما وينزلون الي الشارع للتعبير عن سخطهم . ويضيف التقرير ان الظاهرة ليست جديدة، ولكن في ظل الاختناق السياسي وعدم قدرة الملكية علي اقتراح استراتيجية واضحة للتنمية في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فهذه الاحتجاجات تأخذ معني خاصا .التقارير الدولية والمقالات الصحافية المغربية التي يوظفها الكتاب في رسم الأزمة المغربية تساعده علي الوصول الي بعض الحلول المطروحة مستقبلا، الأول ويتمثل في حل علي الطريقة الايرانية، مستشهدا في هذا الصدد بالباحث محمد ظريف الذي يري أنه إذا لم ينطلق المغرب اقتصاديا ولم تلب الملكية مطالب الشعب، وقتها جميع ظروف ثورة علي الطريقة الايرانية ستكون متوفرة. ويمكن استحضار احتمال ظهور قوة سياسية اصلاحية التي تستعمل الدين لتحريك الجماهير . ويطرح مؤلفا الكتاب مجموعة من الاحتمالات التي قد تؤدي الي الانفجار الشعبي بعدما يعتبران أن هذه الفرضية حتمية لا مفر منها، ويجملها في عملية إرهابية؟ فضيحة مالية كبري يتورط فيها المسؤولون المقربون من محمد السادس؟ انتفاضة جديدة في الصحراء الغربية؟ انتفاضة الجوع في مدينة الدار البيضاء؟ .ويستمر الكتاب في طرح السيناريوهات ومن ضمنها سيناريو التكنوقراط ـ الأمنيين ، حيث يتحدث عن جماعة من المسؤولين الاقتصاديين في كبريات المؤسسات المالية الذين يؤمنون بـ الثورة البيضاء التي ستحل محل المخزن الذي فشل اقتصاديا وتولي الملكية دورا رمزيا في المغرب. والمثير أن الكتاب ينسب تعبير الثورة البيضاء لهذه الجماعة المرتبطة بفرنسا والتي يؤكد أنها تحتقر المخزن في اتصالاتها مع الخارج والهوة بينها وبين المخزن في اتساع مستمر . ويشبه الكتاب هذا السيناريو بما حدث في التشيلي عندما قام بينوتشي بانقلاب عسكري رفقة التكنوقراط. الكتاب يقدم وصفة متكاملة لتحالف التكنوقراط مع الأمنيين والعسكريين أبرزها، دور رمزي للملك، وضع خطوط حمراء وانفتاح اقتصادي تام وتفاهم مطلق مع الولايات المتحدة،كل هذا للجم الحركات الاسلامية.