DOCTYPE html PUBLIC "-//W3C//DTD XHTML 1.0 Strict//EN" "http://www.w3.org/TR/xhtml1/DTD/xhtml1-strict.dtd"> Indépendance et Paix pour Le peuple Sahraoui: دفاعا عن العقل والإختلاف.. دفاعا عن الوطن

Indépendance et Paix pour Le peuple Sahraoui

lundi, novembre 20, 2006

دفاعا عن العقل والإختلاف.. دفاعا عن الوطن

الوالي سلامة

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=81070يمكن قراءة المقال في الرابط التالي كذلك

قرأت "مقالا" تحت عنوان "بابا السيد وخط الشهيد"، وحاولت إنطلاقا من إمكاناتي المعرفية المتواضعة أن أستشف أبعاده وتجلياته، آلياته التحليلية ومنطقه السياسي والنقدي. إلا أني لم أجد إلا لغة إنشائية، عاجزة ومتواطئة مع اللاعقل واللاحرية ... مفرداتها بلادة مع سبق الإصرار والترصد.
لغة مستبدة، متعالية، روحها ونصها لايحتملان الا منطقا واحدا وحقيقية واحدة، يملكها فقط "الأنبياء" الجدد للسياسة في أفقها الصحراوي. تيمات هذه اللغة ليست للمساءلة النظرية والمعرفية للقضية الوطنية باسئلتها الملحة المرحلية والإستراتيجية، بل فقط للتجريح والشتم والقذف المجاني وغير المسؤول. لغة مغرقة في الخطابية وعاءها غير أخلاقي، ولا أعتقد بأنها لحركة سياسية، تدعي بأنها إصلاحية، بقدر ماهي خطاب "بلطجي"، يصلح لقطاع الطرق، وليس للسياسة، خصوصا إذا كانت هذه الأخيرة، مؤسسة على ثقافة صحراوية تتقبل و تحتمل التعدد والإختلاف في ظل الإحترام المتبادل، والسماحة والعقل.
فعوض هذه اللغة المستبدة، والبليدة والرعناء، كان يتعين على صاحب المقال مساءلة الخلفيات السياسية الموضوعية والملابسات ،التي جعلت الأخ "بابا السيد" يخلص الى المطالبة بحل ذاتي وتطوعي ل"خط الشهيد". خصوصا أن "التنظيم" أصبح في حكم المنتهي سياسيا، بعد التصريحات المخجلة للمدعو السالك المحجوب، والتي اجهزت على ماتبقى لهذا التنظيم من مصداقية من خلال إدعاءه المقرف بأن "ملك المغرب غير عدو" و"التغني بإرادته الحسنة" ودعوته إلى "فتح ابواب القصر الملكي لمناقشة أي شيء". فهل من الحكمة والوطنية، بعد كل هذا، السكوت عن هذه الإنزلاقات الخطيرة؟
كان يتعين مقاربة مقال الأخ "بابا السيد" من خلال الوقوف على الأهداف المرحلية للسياسة المخزنية المغربية، الهادفة الى الإجهاز على تمثيلية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، للشعب الصحراوي، وعلاقة هذه السياسة بالتصريحات الأمريكية الأخيرة - المطالبة بفتح حوار مع كافة "ممثلي" الشعب الصحراوي، بمن فيهم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب -عوض التمترس وراء خطابية إنشائية قد تصلح لتدبير معارك "الغزي" السيئة الذكر، إلا أنها تبقى عاجزة في السياسة عن الإقناع والتحليل.
هل نبخس على الأخ "بابا السيد" بحقه في الخوف على الوطن؟ وهل من حقنا أن نفعل ذلك؟ كلنا خوف على هذا الوطن. إن البعد الوطني والقراءة السياسية المتأنية لمستجدات المرحلة وتداخلات المؤامرات، هي التي دفعت بالأخ "بابا السيد" الى الإستنتاج بضرورة حل ذاتي وإرادي لتنظيم "خط الشهيد" من طرف كل الشرفاء بداخله، لقطع الطريق على المخزن المغربي وعلى بعض المتهافتين على أبواب قصوره.
هو قرار إرادي وذاتي، وإذا ما تم سينم عن إحساس كبير بالمسؤولية الوطنية مع العلم أنه اصبح في حكم المؤكد أن "خط الشهيد" استنفذ سياسيا بعد التصريحات السالفة الذكر التي أفرغته من محتواه النقدي. وجعتله إمتدادا مخزنيا ينتظر الإشارات السياسية من ملك المغرب "عدو" الشعب الصحراوي و"صديق" المدعو المحجوب السالك.
كما ان "بابا السيد" طالب في مقاله بضرورة إقالة المسؤولين عن تدبير ملف القضية الوطنية أمام الأمم المتحدة. الأمر الذي يؤكد انه كان متوازنا في نقده، وبأن قراءته السياسية يحكمها تصور سياسي يقف عند مكامن الضعف في العمل الوطني ولايستهدف لا المحاباة ولاالتملق .
هذه هي الإشكاليات التي كان يتعين على صاحب المقال التعاطي معها بكثير من الهدوء والحنكة السياسية، عوض لغة الويل والثبور وعظائم الأمور، والتهديدات الجوفاء المشرعة في كل إتجاه، كما كان عليه ان يتخلى عن الخطابية اليقينية، التي تجعل الرغبات الفردية يقينيات إطلاقية من قبيل الإدعاء بأنه كان "متيقنا"، قبل ميلاد "خط الشهيد" بأن هذا الأخير"سيرعب" قيادة جبهة البوليساريو، وبأن الأخ "بابا السيد" سينضم لهذا التيار. إن النهج اليقيني نفي للعقل. والمنطق الإستدلالي وحده الكفيل بخلق الإقناع.
وبما أن السياسة في "منطق" صاحب المقال، إختزالية وذات بعد واحد، ولاتحتمل التعدد والإختلاف، فإن التعاطي مع مكوناتها، والفاعلين فيها، يصبح في غاية البساطة، ولايحتاج إلا الى خطاب كهنوتي مشبع بلغة المقدس والمدنس، والخير والشر، والنور والظلام، والمؤمن والكافر، والردة والتوبة، حتى يكتمل التحليل والبناء "العلمي".
وإنطلاقا من ذلك يصبح صاحب المقال من "الأنبياء" الجدد للسياسة المعصومين من الخطأ، والمناضلين الأوفياء، الزاهدين، والوطنيين الغيورين، في حين يصبح الآخر المختلف إما تائبا أو مرتدا أو إنتهازيا أو متملقا للقيادة.
إن هذا الخطاب القائم على الواحد والأحد والمشبع بتيمات القداسة، هو خطاب أزمة ويؤكد بالملموس فقرا نظريا وضحالة فكرية عاجزة عن مقاربة السياسة في تعقيداتها وتمفصلاتها.
أعتقد أن كل هذه الخطاطة التي أتحفنا بها صاحب المقال، كانت مجرد مقدمة لمغزى أساسي ظل مختبئا، ولم يفصح عنه إلا في السطور الأخيرة، أي ضرورة وحتمية التفاوض مع النظام المغربي، مما يحيلنا آليا الى تصريح المدعو المحجوب السالك المخجل والذي يطالب بفتح ابواب القصر الملكي لمناقشة أي شيء. أعتقد أن هذه "المصادفة" تدعو الى أكثر من تساؤل: هل التفاوض المجاني يعد مطلبا مخزنيا فقط، أم أن هناك أشباح صحراوية تشاركه هذا المطلب؟ وكيف يمكن تفسير تقاطع هذا المطلب في هذا الظرف بالذات بين الجهتين
لقد تفاوض الشعب الصحراوي ممثلا في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مع النظام المغربي من منطلق الند للند، وبكرامة متناهية دون أن تتباكى قيادة جبهة البوليساريو على أبواب القصر الملكي ودون أن تستجديه فتح أبوابه، كما يفعل بعض المتخاذلين اليوم.
التفاوض ليس لغة للتجريد، وبالتالي هناك فرق كبير بين "التفاوض" المذل، المنبطح، المتستجدي، المتباكي والتفاوض الكريم والمؤسس على حقيقة واحدة لارجعة فيها هي حتمية إستقلال الشعب الصحراوي بناءا على الشرعية الدولية.
14/11/2006